صورة من محرك البحث كوكل

صورة من محرك البحث كوكل

زيد الفتلاوي

 

غابت عنهم بعض مفاهيم الادراك الا ان احسايسهم وانسانيتهم باقية ولم تغادرهم فهم من بني الانسان ولاذنب لهم سوى ان الله ابتلاهم بمرض نفسي يحاولون الخروج منه بسرعة لكن نعت المجتمع لهم بالمجانين يزيدهم مرضا اضافة الى ان قساوة الحياة وارهاصاتها جعلتهم يختارون الجانب الاخر منها فهم ليس سوى مرضى كبقية الناس الذين يدخلون المشافي ، لكن هؤلاء حرموا من تلقي مايناسب حالتهم ليعيشوا اسوياء كأقرانهم ويرفعو اصواتهم بين الحين والاخر لعلهم يحصلون على من يساعدهم .

حامد بعد الصدمة التي تلقاءها بحادث سيارة وهو بعمر 16 عام حول حياته الى كابوس مخيف حيث اصيب بالاضطراب العقلي الذي يحتاج الى عناية خاصة للخلاص منه، لكن فقر حال عائلته حال دون ذلك فصار رجل يطوف الطرقات ليسمع اطفالها يجمعون له شعارهم الذي يستئنسون به ( هي هي مخبل ) دون فعل رادع لذلك مما يزيد اضطراب حامد الذي حدثنا قليلا بقوله ان “المجتمع هو من ينعتني بالمجنون فانا لست كذلك وكلما اردت الذهاب لجلب علاجي واجهت اطفال المناطق الذي لا رقيب عليهم لينعتوني (بالمخبل) “.

مصاب اخر لم نعرف اسم له سوى كنيته “ابو الغول ” التي اطلقوها عليه اهال المنطقة حدثنا قائلا ان “اهالي المنطقة يتصدقون علي كل يوم اضافة الى اعطائي ملابس في الصيف والشتاء وانا احبهم لكن ندائهم لي دائما بالمجنون يزعجني جدا واتمنى ان لا اسمعها من احد “.

لم نستطع الوصول الى اكبر عدد من المصابين لعدم تقبلهم امر اللقاء او خوفهم منه .

وعن التقصير الحاصل لهذه الشريحة والجهة التي تتحمل ذلك اكدت لنا الباحثة منى الركابي قائلة ان “الحكومة العراقية مقصرة بهذا الشأن كثيرا كونها لم توفر لهذه الشريحة المستلزمات المطلوبة من اجل اعادة الحياة لهم فهم بحكم الاموات نفسيا فغياب الرعاية يزيدهم مرضا”.
واشارت الركابي الى ان “تصرف المجتمع مع هذه الشريحة بالصورة الخاطئة ينعكس سلبا على المصاب من جهة وعلى المجتمع من جهة اخرى كونه سيتعامل معهم بقوة خارجة عن نطاق العقل تصل الى القتل او التشويه وهذا ما ينعكس على ردة فعل المقابل كضرب المصاب او قتله ايضا “.
وبينت الركابي ان “استمرار تعامل المجتمع مع المصاب بهذه الطريقة لن يستطيع ارجاعه الى طبيعته حتى لو استخدم كل انواع العلاجات لان الحالة النفسية لا تنفع معها الا نظيرتها “.
وطالبت الركابي الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بايواء هذه الشريحة كونها مسألة متوفرة بتوفر الوسائل الغائبة عنهم اليوم .

لجنة حقوق الانسان في مجلس محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد ) اكدت من خلال رئيسها حسن مجلي على ان “الحكومة المركزية اليوم لم توفر اي تجمع لهذه الفئة وهذا ما يسمى انتهاك واضح لحقوق الانسان ”
واضاف مجلي ان “تعامل الناس مع هذه الشريحة لم يرتقي الى المستوى المطلوب واصبح الانسان يخرق حقوق اخيه الانسان بهكذاتصرف “.

وجاءت في دراسة للباحث الدكتور عبد الحفيظ يحيى خوجه تحت عنوان الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية.. الأسباب والحلول أسباب نظرة المجتمع السلبية للعلاج النفسي الطبي، يرى (49.5%) أن السبب يعود الى أن الأمراض النفسية تحيطها الكثير من الخرافات التي لا اصل لها من الصحة، الأمر الذي يستدعي نشر الوعي الصحي بالأمراض النفسية بشكل مكثف، ويرى (30.7%) أن السبب هو عدم امكانية شفاء المريض النفسي بشكل كامل، ويضيف الى ذلك عدم الثقة بالاطباء النفسيين (19.8%).

 

تقرير تلفزيوني يصف معاناتهم ايضا …