shbbab.com1397158024_229

زيد الفتلاوي

لم يشعر احد من محبي الشاعر السوري الكبير  نزار قباني حالة فقدانه ورحيلة عن الدنيا بعد مرور 17 عام فمازالت اشعارة التي يتغنى بها كل من اراد الحياة والحب والامل والعشق وغيرها تعلوا باصوات الجميع والتي جعلت منه حيا بوجوده ميتا بجسده .

بدأ حياته بحسب مذكراته بالم انتحار شقيقته بعد ما ارادو اهلها تزويجها برجل لا تحبه فعرف بعد حين القصة ليبحر في فلسفة المرأة وحبها واثبات وجودها وانوثتها الامر الذي جعله يتبنى تحريرها عربيا حيث قال إن “الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره” وبعدها توالت عليه المصائب الى ان جاء يوم وفاة زوجته بلقيس في انفجار خلال الحرب الأهلية اللبنانية ليحول منظومته الشعرية الى سياسي في الغالب بعد ما كانت المرأة وقضاياها تسيطر على شعره لسنوات حتى شكل هذا التحول منصة عداء له من قبل بعض الانظمة والحكام لتمنع بعدها قصائده في تلك البلدان بل حتى الترحيب به رغم احترافه الشعر وبجدارة .

يعتبر شعر نزار قباني مدرسة شعرية قائمة بنفسها لما يحمله من انواع مختلفة فاقت العادات وحتى اللغة والتي شكلت له انتقادات كثيرة في بداياته لكنه استمر بكتابة هذه الانماط الخاصة به حتى صار مرجعاً وفرض نفسه على الساحة بقوة لياتي الموسيقار محمد عبد الوهاب ويلحن قصديته ( ايظن ) وتغنيها نجاة الصغيرة ومن ذلك الحين اصبحت قصائد نزار قباني واحة الملحين ومحط اعجاب الشعراء والمتذوقين وراح كبار الفنانين يتغنى بشعرة فبعد نجاة غنت ام كلثوم وعبد الحليم حافظ وفايزة احمد وماجدة الرومي وكاظم الساهر واصالة نصري وعاصي الحلاني ولطيفة التونسية وغيرهم الكثير ومازال شعره حاضرا وبقوة .

رحل نزار قباني عن عمر يناهز 75 عاما في بلد الغربة لندن ليوصي بأن يدفن في دمشق التي وصفها بقوله :

الرحم الذي علمني الشعر, الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين

هنا نزار قباني  بصورة شاملة وواسعة