DSC00216

الصورة من محرك البحث كوكل

 زيد الفتلاوي 

– دخول العراق الى عالم الحداثة والمساحة الديمقراطية ماذا اعطى للمرأة من حقها في تحقيق حلمها وطموحها؟

-وضع امني مرتبك لا يعرف هذا رجل وهذه امرأة في الاستهداف .

-المرأة تمتلك قوة عليها استخدامها في اثبات وجودها دون كسر هيبة كرامتها وعفتها .

واقع مازال يعاني ضغوطات كبيرة في تحقيق ما ترنوا اليه المرأة لاهدافها واحلامها في العراق لاسباب متعددة كالعادات والتقاليد او الحالة الامنية غير المستقرة في البلد ، ولعل هذا الواقع مازال يحتاج الى كثير من التغييرات كي يعطي المراة حقها، فبعض النساء اكدن على ضياع هذا الحق في وقت دخل العراق فيه عالم الحداثة والتقدم والتخالط الفكري ،فيما رأين اخريات ان المرأة تحتاج الى جهدها الخاص كي تستطيع مجابهة ما يوجهه المجتمع لها من مغالطات وهي الوحيدة القادرة على اثبات نفسها بنفسها.

المرأة عدوة لنفسها 

وفي حديث مع الناشطة المدنية نهرين البرتعن هذا الواقع والتاثيرات على المرأة في العراق قالت ان “المرأة في العراق لازالت تعاني من عدم حصولها على حقوقها الكاملة ،والسبب العادات والتقاليد والقوانين ايضا”.
مشيرة في حديثها عن حقوق المرأة وغيابها بقولها ان “الطامة الكبرى عندما تكون المرأة عدوة نفسها وغير واعية بحقوقها مما يسهل على الذكر تعنيفها بحجة التأديب او انطلاقا من مبدأ طاعة الزوج او الاب او الاخ الاكبر”.
وبينت البرت الى ان “اكثر ما يقلقنا الان هو ازدياد حالات جرائم الشرف وزواج القاصرات واغتصاب الزوجة ، مع ان التوثيق لازال صعبا بسبب العادات والتقاليد ،فكثير من النساء تخشى المجاهرة بما تعرضن له من عنف “.
وطالبت البرت من خلال حديثها باحتياج المرأة الى “ثورة دينية،اجتماعية،تشريعية للنهوض بواقع المرأة الحالي وزيادة الدور الحكومي فيما يخص برامج تمكين المرأة وتشريع القوانين التي من شأنها توفير حماية للمرأة واشراكها في عملية بناء السلام كما جاء في نص قرار مجلس الامن رقم 1325 لسنة 2000”.

تأثيرات الوضع الامني 
الوضع الامني الخاص في العراق وتواجد الجماعات الاسلامية المتشددة فضلا عن التفجيرات المتكررة كان له واقع ايضا حيث اكدت الناشطة المدنية نهرين البرت ان “الوضع الامني لا اجده يؤثر كثيرا ،لانه يؤثر على الرجل والمرأة على حد سواء ،فلماذا يخرج الرجل للعمل وهي تبقى حبيسة المنزل! اذا هي شماعة للتحكم بالمرأة لا اكثر “.
واكدت البرت ان “المرأة استطاعت اثبات جدارتها في الوصول للمناصب القيادية في الدولة الا انه بالتأكيد دون مستوى الطموح وشخصياً اتأمل خيرا خاصة مع ازياد الوعي بين فئة الشباب من خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي”.

التحرر في كركوك ولا مهرب من العادات والتقاليد

من جانبها اكدت الاستاذة الجامعية نشتيمان حسن عبد الله من سكنة محافظة كركوك عن واقع المرأة في مجتمعها بقولها ان “المرأة في مجتمعي متحررة الى حد معين ولا بأس به ويمكنها ان تمارس حياتها العملية ووظيفتها بدون قيود ،وهناك تغيرات وقيود لم تعد موجودة و عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب ادارية مرموقة في تزايد ، وكذلك المتجهات نحو التعليم والدراسات العليا والاعداد بصورة عامة في تزايد عن الاعوام السابقة “.
واضافت “نشتيمان” ان “الحداثة كان لها دور في تغيير واقع المرأة من خلال طريقة الملبس وحرية التعبير والتواصل مع الناس وهذا يعتمد على المرأة نفسها وهي التي تتحمل الجزء الاكبر من التبعات في حال حصول اخطاء او وجود زلات “.
وعن العادات والتقاليد والتفكير بالطرق التقليدية في حكم المراة قالت “نشتيمان” ان “التفكير مازال كما هو تقليدي ومتحفظ ويميل للعادات القديمة في حالة حدوث الاخطاء وهناك اثار للعادات والتقاليد لا يمكن ان تمحى أو تزول بسهولة “.
وعن الشهادة الاكاديمية وتاثيرها على المرأة بينت نشتمان ان “المراة المتسلحة بشهادة اكاديمية لها حرية اكبر في التعبير ومستقلة بقرارتها اكثر من غيرها”.

العراقييات مبدعات في الخارج 

التدريسية سهاد الشمري من سكنة العاصمة بغداد كان لها راي عن واقع المراة العراقية وخاصة في حالة تحقيق طموحها وحلمها في العمل ونظرة المجتمع تجاهها حيث قالت ان ” المراة سواء قديما او حديثا تتمنى ان تحقق حلمها وتأخذ حريتها بالعمل حتى تبدع لكن لازالت النظرة ذاتها في المجتمع تجاه المرأة “.
واكدت الشمري الى ان “البعض مازال متمسك باعراف وتقاليد تقف عائق تجاه حرية المراة بالابداع، وهذا الشئ واضح عندما تلاحظ الفرق للمرأة هنا والمرأة في المجتمع الاوربي”.
الامثلة التي ضربتها التدريسية سهاد عن واقع المرأة في الدول الاوربية من خلال العمل والابداع قالت ان “زها حديد خير مثال يضرب لعمل المرأة في الدول الاوربية عنها في الشرقية ومحتمل كبير لو كانت تعيش هنا لم تأخذ حريتها او تبدع كما تفعل الان”.

المرأة هي المسؤولة عن اثبات شخصيتها مهما كانت الظروف 
زينب احدى النساء العراقيات الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي كان لها رأي في عمل المرأة واثبات شخصيتها في الواقع او الافتراضي بقولها “المرأة هي التي تحدد قيمتها في المجتمع بل تستطيع ان تزرع الثقة في نفس اهلها من خلال شخصيتها وعملها واتزانها لتحقيق حلمها واهدافها فهي لا تختلف عن الرجل في العمل وحقها بتحقيق الهدف “.
واستدركت زينب القول “حق المرأة في مجتمعنا ضائع بسبب سيطرة العادات والتقاليد وهذا لاينكر والكثير من هذه العادات والتقاليد لا تستطيع المرأة تجاهلها كونها تؤثر عليها لكنها تستطيع ان تثبت نفسها بنفسها لتبعد عنها بصمة هذه الامور “.
ولدور المرأة العراقية في العالم الافتراضي وتاثيرها حدثتنا زينب “ان النساء العراقييات العاملات في الواقع وبعد ان ثبتن الجدارة والنجاح من خلال مناصبهن القيادية وغيرها استطعن اخريات في مواقع التواصل الاجتماعي وباقي مواقع العالم الافتراضي اثبات شخصيتهن وطرح الاراء الواقعية والحلول للكثير من المشكلات ،وتوجد نساء عراقيات اصبحن مرجعا للاراء السياسية والاجتماعية والادبية وصرن مقصدا من قبل العالم ككل “.
وبينت زينب ان “العمل في مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر من الامور الحديثة التي دخلت العراق والكثير ممن يشككون من تواجد المرأة فيه ولكن اقول ان الاخلاق والرزانة في الواقع تتحول نفسها الى العالم الافتراضي للمرأة فلا يوجد اختلاف فالنجاح في الواقع يجب ان ينعكس على الافتراضي ايضا كما التربية والاخلاق “.

وبحسب تصويت اجريناه على موقع تويتر والسؤال عن ان المراة في العراق تحت حكم (العادات والتقاليد ام الوضع الامني ام قوة شخصيتها ام شهادتها الاكاديمية) وتم التصويت من قبل 94 شخص حيث اخذت العادات والتقاليد اعلى النسب بـ 74 % لتاتي بعدها قوة شخصيتها وتاثيرها بنسبة 14% ويليها الوضع الامني بـ 7% ومن ثم شهادتها الاكاديمية 5 % .

1

التصويت خاص بعضوية الكاتب على صفحته في تويتر